آخر مطاف العمر يرافقني ليلٌ أخرس
يشبه ُ ناطور الحارة القديمة
يعاقرُ الصّمت بين الأزقة دون اشتهاء
يهجو لصوص الأحلام بقافية بكماء
يتلمسُ خطواته على ضوء نجمة، سبقه إليها غبار اللّيل
وثمّة قنديل مهزوم يهديه لوطن الوضوح
يُجرّدني من بوحي
يُلْبسني ضجيج الصمت
يجمع بقايا خطوات تنتحب دروب العمر
يصنع من أوجاعي مركبا للرحيل
يرمي للموج شِباكي
يُغْرِقُ صيّدي كلّه
فتتأجج ألسنة الخيبة
يلهبني وهج الانكسار
يحيل ذاكرتي لقارورة يفوح منها
رائحة مدني العتيقة
يرهقني الشوق
يتعالى صوت الحنين
مرتطما بجدار الفراغ
دون صدى ...
(من ديوان تراتيل قمر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق