تهتم مجلة سومر بنشر:

22‏/08‏/2016

آخر شعراء المدينة.. قصيدة للشاعر: حسين رحيم

 الشاعر حسين رحيم



يدي طويلة حتى عمق الخرافة
كل صباح أقطف وجه امرأة 
من بستان النساء
أحوله لقصيدة 
لّقنها لي شعراء بني عذرة 
 وخلفي حرب بيضاء 
تدور رحاها في مآقي النساء الثكول
 حين سألني غراب أعور
هرب  من منزل (أدغار آلان بو) 
متى يموت الشاعر...؟؟
لكني أدرت ظهري 
وقفت قبالتكَ
وضعتَ وجهك الافتراضي  بين كفيّ
احتضنتك 
بكى الغراب  ..
أجبته .. حين تطفو القصيدة 
على المعنى
عندها لا موطيء قدم لشاعر المدينة 
نعق الغراب  ..
أبدا
أبدا ...ثم عاد لحضن (بو) العزيز   
فقط أردت أن أعرف 
لم تلاحقني  
وأنت تعرف أن عمري ليس مني 
وعمرك لن ينال من عمري 
وحلمك الذي أرسلته.. 
قتله جندي هارب من آخر حرب طويلة 
بعد أن أخذ ساعته وقميصه وحذائه 
وبضعة أحلام صغيرات 
من جيبه الخلفي ..لكنك مازلت مصرا 
على أن ...
تدوس بقدمك الصغيرة على ظلي 
وتضحك 
ماذا تريد مني..؟؟
وأنت بعدُ في مكانك 
مدسوسا  في دفتري المدرسي
تقلد وردة يبسها الجلوس 
قرب (شباك الحبايب)   
نبتت من اول فتاة 
قلدت ضحكتي 
ثم ماتت  
وأعود لتحويل وجه حبيبتي 
إلى قصيدة من بحرالقتل 
فاعلاتن 
فاعلاتن 
قاتلاتن 
قاتلاتن 
فعلن
فعلن 
قتلن
قتلن 
صلبن 
موتن      
 سيهزم وجه أمي يوما ما
وأعود رضيعا 
بلا أم 
بلا اسم 
يتسول حليب ألأمهات
من أثداء يبسها الغياب  
لكنها بقيت هناك...
وأنت أيضا مازلتَ مصرا 
 على النوم في حضن طفولتي...
 الذي حين يصلني 
سيصيبه داء عائلة 
خَلّدها النسيان
وأصرخ بوجهك   
لم تلاحقني...؟؟ 
وانتَ لست مني..؟
أتريدني أن أعود 
وأنصب مقصلة لطفولتي
ثم أمسك بياقة أبي وهو يحكي لي 
عن صبية قطعوا أثداء أمهاتهم 
وأضع رأسي في حضن أمي 
وهي تحكي لي..عن مدينة 
تتماهى بجرحها العتيق 
وأضحك وأنا أعِني البكاء
 أنام وأعني الموت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق