تهتم مجلة سومر بنشر:

03‏/06‏/2017

أيام الهول.. قصيدة بقلم الشاعر: حسين رحيم/ العراق


أيام الهول
أيامي أحجار مصبوغة بدمع الغيوم
مركونة أسفل جدار طيني
ولا أحد... لا أحد
كنت أقف على ضلعكَ السليم
أرقب ضحك النوارس المحظوظة
حين صرختَ بصوت أخضر
يشبه خريف المدينة
وتوقفت عن استقبال النوارس
أسأل ...
أحقا أن الجسور تفهم لغة النوارس
وتضحك مثلها
هل تذكر
كنت أرفع ذراعي اعلى
كي أمرر كفي على (محجلك الخشبي)
لقد استطال جسمي
الأن أشتم المحجل الخشبي
ربما ستصلني رائحة ذاك الصبي
الذي تخلف عني وتحول إلى سلالة
من نوارس خضراء
آتية من عصر أصياف المدينة
حين كان الجميع يعجنون الضحك بالغناء
مقاهي أم كلثوم
صيادوا الأسماك الحالمون بالنوم
على شفتي دجلة
وغسالات الصوف
وأولئك الرجال الطيبون
ربما هي ذكريات لا ترتوي بالأكاذيب البريئة
ربما أنا مجنون
كي أدون سيرة جسر عتيق
يصبغ نفسه كل عام باللون ألأخضر
ولا يعنيه
ربما التاريخ يكذب علي
بأثر رجعي
اليوم رأيته محمولا
على أربع معابر صغيرة
في مارش جنائزي
أحقا تنتحر الجسور ؟؟؟
أنا لا أفهم الأمور بهذه الطريقة
لكن النوارس الضاحكة
هي من ستوضح ذلك حين تأتي نهاية كل عام
في مثل هذا اليوم...
وفؤادي ينتظر
بشوق عش وحيد على قمة جبل
لنورس أخضر مازال يعشق التحليق ويبتسم
يأتيني
ينقر الباب ثلاث نقرات ويدخل
فيفسد قلبي
ثم يمضي
لكنه حين احزن يعود ...
يجلس جنبي
ويحدثني
عن خرافات صديقنا الأخضر الوسيم
ثم يغطي رأسي بجنحه
ويبكي معي ويمضي
على أن يأتي في عامي القادم
ليرسم لضلعك خارطة حب جديدة
لزمن من نوع آخر
في منطقة أخرى
من فؤاد موصلياموصل
كنت تسكنين
وكنت حاضرا معك ...
في حضنك دائما
حضنك الموبوء
بالشعر والتاريخ
وعلوم الدنيا الأخرى
لأكثر من ثلاثين
وأنا أدور بينك وبينك
أتعبق بضوعهم
ورائحة الغبار حين
يسبت على صدر الحقائق
المسكوت عنها
حتى سكنوك
آآآآآآآآآه سيدتي
الغيمة بكاء ينتظر حزن مدينة
والريح عواء ذئب مستوحد
والأرض أم مطعونة بسكاكين أبنائها
وأنا الشاعرالذي...
أقف متأملا
نصف عمري
يخرج لهبا من احتراقك الجميل
سيدتي
سواد الغضب الجهول
غلف جسدك الأبيض
بسخام حبر الظلام
كل عصر الكتابة انطفأ في لحظة
كل هذا الهجير المضيء
تحول
إلى نفايات حكايا
سيدتي
ثقوب التاريخ لاترقع بقطع البكاء
ولا برايات الأحتجاج
ليمسك كل منا بدواة وقلم
ويعيد كتابة ما احترق منك
هكذا تفعل طيور الماء
حين تصبح
طيور أرضية
تستعين بذاكرة الأنهار
 لتعيد ما فاتها من تحليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق