تهتم مجلة سومر بنشر:

07‏/06‏/2017

رمادُ موطني.. قصيدة بقلم الشاعر: د. ناصر زين الدين/ لبنان



أَعْطوني رمادًا…
 وقالوا لي: “اذهب”…
**
أَعطوني رمادًا…
وقالوا لي: “اذهب”…
 وعُلبةً تُشبهُ كَفَني…
**
أَعطوني رمادًا…
وقالوا لي: ”اذهبْ”…
وعُلبةً تُشبهُ كَفَني…
لمْ أستطعْ أنْ أحملَها…
رَكَعْتُ ووَضَعْتُها على تُرابِ مَوطِني…
فَتَحْتُها،
ودَمْعَتي سَقَطَتْ…
حَتَى أنّي، لمْ أرَ دَمْعَتي…
احتَضَنَها الرَمادُ،
 وكَأَنَّها بقايا من أَجسادِ مَوطني…
**
أَعطوني رمادًا وقالوا لي:” اذهبْ”…
أينَ هي المنازلُ؟
أَتُراني في الصحراءِ؟
أم في حُلُمِ الضبابِ؟
 أمْ أنَّهمْ رَمادٌ في يدي
**
أعطوني رمادًا…
لا أدري إَن كان رمادَ جسدي
بَكَيتُ ولمْ أرَ دمعي…
صرختُ ولمْ أسمعْ صوتي…
 مشيتُ ولمْ أتعدَّ قبري…
**
أَعْطُوني رمادًا…
وقالوا لي: “اذهبْ، أنتَ حُرٌّ”…
لمْ أَرَإلّا حُريَّةَ المقابرِ…
لمْ أَرَ إلّا رماداً في عيوني…
لمْ أرَ إلّا ظُلْمي…
سَجَدْتُ في مربَّعٍ لا يتسعُ لجسدي…
وتأملتُ فراشاتٍ عاليةٍ…
تَرمي الحِجارةَ،
 وتَحصدُ الغبارَ…
**
أين حُريَّتي…؟
رَمادٌ… غُبارٌ…
أو مَوْضِعُ جسدٍ لمْ يستطعْ أن يمشي…
أعطوني رماداً وقالوا لي…
 هذا رمادُ موطني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق