تهتم مجلة سومر بنشر:

15‏/09‏/2016

أبو ليلى المقلقل.. قصيدة للشاعر: حسين رحيم



أنا الذي نظر الأحمق إلى أدبي فتململ  
أنا المهلهل بن بديعة 
أبا ليلى المجندل 
اختلف العرب في نسبي 
واتفقوا على كذبي وحسبي 
أُقبِلْ شفة الريح 
وانقش على ظهر الغيم حبيبات شعري 
عيناي لا تبصران سوى المعنى العميق 
للنساء 
وأحلم ..
عنيد أنا حين أحلم 
أليس من بلاد العجائب
تأتي على محفة يحملها أربع صراصير  
تمسك بيدي وتأخذني هناك 
أقبل ملكة القلوب 
أضحك بوجه قطة يورشاير 
أصافح دودو 
ثم أعود إلى خيبتي 
أتدفأ  بزمهرير حروفي  
الأرض سريري الهزاز
 لحافي سماء نحاسية
وعيناي زرقاء الحافية  
جادلت جنا وشياطين 
أسرت مردة وعفاريت 
أسقطت عروش كل ملوك الشطرنج  
وسلاطينها 
وحكام إنقلابيون ببدلات سموكنغ 
ورؤوس كبيرة مفلطحة 
ولم أهَبْ 
ولم ألنْ 
وكلما استقام ضلع الشعر في خاصرتي  
أستجير بمسكن معشوقتي
 أليس في بلاد العجائب 
أتوسد حضنها 
أتزود وجودي الجديد  
بالحكايات 
وأحزان...ماقبل الموت 
في يوم ماطر وحيد
 اختفت 
كنت أعرف هذا 
فعباءة المطر في بلادي 
مازالت تخبيء العاشقات في النهار 
وتحول العشاق 
إلى سماسرة قلوب وضمائر  
حزنت أولا.. ثم بحثت عنها في رائحة الكتب المصفرة 
ولم أجد شيئا 
زرت أراض خرساء من النبت
 تجولت في مدن كبيرة، ملأى بالضجيج والصخب والقسوة والمرح 
ولم أجدها
تجولت مع كلاب سائبة 
في مملكة الشوارع الخلفية 
المشبعة برائحة البول المعتق 
وعرق الأجساد اللاهثة
جالست مشردين يغسلون وجوههم بعرق مغشوش  
ولم أجدها 
سألت عنها رجال ونساء انسلتوا من أسرهم 
كأنسلات الشعرة من عجينة أمي 
وتحولوا إلى شعراء جوالون وحكاواتية فاشلون 
ومشاؤون 
لكن صديق طفولتي 
سنجاب بيتنا الأخضر 
قال ابحث عنها في إشارات المرور 
ستجد  منها الكثير 
بوجوه رمادية برائحة عوادم السيارات  
تبيع العلكة وعلب الكلينكس 
ستأخذ بيدك إلى أليس  في بلاد العجائز والأرامل والمطلقات
 أمها امرأة نازحة منذ حرب داعس والخمراء 
تسكن بيتا من شعر النساء الحمران 
أبوها قتل أيام الفتنة ء البيضا
ثم أستشهد في حرب جاسم البطحاء
واغتيل أخيرا في معركة استعادة الدهماء  
عندها عرفت كم نحن الشعراء كائنات محايثة نتماها بمخيالنا الوقح
وأرواحنا المجنونة بالغياب المعلق 
وأن كل شيء إلى زوال 
ليس للمعنى أمان 
أنا المهيوب.. أبا ليلى المعلعل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق