تهتم مجلة سومر بنشر:

13‏/04‏/2017

انفجار الجمال.. بقلم الأديب: أحمد منصور الخويلدي


انفجار الجمال 

صغيرتي: لا أدري لمَ أتذكر هذه اللحظة حين خرجتُ حافيا من خيمة جدتي.؟! كنت  في السادسة من عمري. عنقي يدور كما طبق الردار الذي أدرك خطرا بالفضاء. ابتعدتُ عن الرَّبع وأنا ما زلتُ على حالي لا أرى جديدا؛ لكن جملة جدتي مازلتْ تقودني للمجهول، معقول سأرى الله.. كل ما يشغلني حينها أن أجد الجمال. جدتي قالت: يا بني تواضع للجمال ترى الله فيه... عيني لم تترك شيئا ألا وطافتْ حوله؛ لكن النخيل و الأغنام عجزا عن التوحد وعقلية الصغير.. سرتُ ما شاء الله لي دون وعي؛ حتى وجدتني أبكي بحرقة، تاه عقلي وسط الرمال الصفراء ولا شيء يدلني كيف العودة..؟! جالستُ البكاء إلى أن أشترك جمال الغروب وهذه النار المشتعلة من بعيد.. أسلمتُ قدمي للخوف، فعرفتْ كيف تصل لمصدر النيران سريعا.. امرأة تعانقتْ وتجاعيد الزمن، لم يبقَ منها سوى لسان الحكمة، سألتْ: عن سبب هروبي من أهلي. قلتُ: لم أهربْ.. قصصتُ عليها حكايتي، وأردفتُ كنتُ أفتش عن الجمال لأرى الله... ضحكتْ كثيرا قبل أن تمسح على صدري بيدها وهي تقول: الجمال هاهنا والمولى أيضا.. ردتني لأهلي، فأخبروني برحيل جدتي.. بالأمس ضربَ الشيب رأسي، واحترق السؤال، ما دام الله موجود بكل شيء حولنا وفي أنفسنا، لمَ نفجرها؟!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق