كان في سالف الحقبة شخصٌ
عندنا يدعى زعيم
كان يأمر كان ينهى
كان يبني كان يهدم
كان يفتي كان يزني
كان يقتل كان ينجي
كان يسجن كان يعفو
كان يرشد كان يوعظ
كان يبكي كان يضحك
كان يزعم انه أعتى حكيم
منذُ أن كنّا صغاراً وكبرنا
علمونا كلَّ شيءٍ
علمونا أن نسيرَ باتجاهٍ مستقيم
لايساراً لايميناً
لاشمالاً لا جنوباً
لانعارض لانشاكس
لانقول أي شيء غير تلك الجملة
إنها (عاش الزعيم)
ذات يومٍ بينما نحنُ نيام
هتفَ الهاتفُ فينا
أيها النوَّم اصحوا
إنه قتل الزعيم
فصحونا دونما أي شعور
وتوزعنا يميناً ويسار
وجنوباً وشمال
ثم كسرنا ودمرنا وأحرقنا
كل شيءٍ مستقيم
بينما نحن كذلك التفتنا فوجدنا
في اليسار واليمين والجنوب والشمال
واحداً يخطبُ فينا
انه اليوم زعيم
حينها لم نعد نسمع الا
اقتلوهم
ارجموهم
العنوهم
اذبحوهم
كَبِّروا
هذه فتوى الزعيم
في الجنوب سرق النفط زعيم
في الشمال دنس الأرض زعيم
في جهات الغرب أيضاً
ذبحونا وفق فتوىً لزعيم
يا إلهي يارحيمٌ ياكريم
هل لنا أن نعيشَ
دونما أيّ زعيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق